للتذكره فقط كنا في المقالات السابقه قد تناولنا مسلسل الحروب التي قامت بين العرب واسرائيل منذ رفض العرب قرار الامم المتحده رقم 181 الصادرفى 29\11\1947 والذي ينص على اقامه دولتين ( يهوديه وعربيه ) . اصيب العرب بالهزيمه في كل من سنه 1948 و1956و1967 ونهزم العرب فى كل حرب دخلوها كما فقدوا كل ارض فلسطين بالاضافه الى كل غزه والجولان والجزء والشمالي من الاردن .
والغريب لنه بعد كل هذه الهزائم والخسائر الفادحه يخرج علينا قاده العرب والشيوخ يحدثونا عن بطوله الجندي العربي الشجاع الذي لا يقهر فى مواجه الجندي الاسرائيلي الجبان الغير قادر على القتال !!! حاله من الانكار والكذب والتدليس علي شعوبهم وحتي على انفسهم .
وصل عبد الناصر الذي انهزم هزيمه نكراء فى 1967 الى العاصمه السودانيه الخرطوم لحضور مؤتمرالقمه العربيه واستقبل استقبال المنتصر وخرجت قرارات القمه العربيه بما يسمي قرارات اللاءات الثلاثه : لا للصلح….لا للتفاوض …لا للاعتراف …باسرائيل . وعليه دخل العرب فى حرب مفتوحه مع اسرائيل لها هدف محدد وواضح هو القضاء على اسرائيل قتل رجالهم واخذ نسائهم سبايا واستعباد اطفالهم .
فى سنه 1970 مات الزعيم جمال عبد الناصر , وجاء محمد انور السادات وبداء التحول الاسلامي الاصولي في مصر واعلن السادات انه رئيس مسلم لدوله مسلمه وشعب مسلم . واعلن انه سوف يجعل من المسيحين فى مصر ماسحى احذيه. حتى انه فى اواخر ايامه قام بعزل بابا الاقباط قداسه البابا شنوده الثالث وحدد اقامته فى الدير .
واخذ السادات فى تقويه تنظيم الاخون المسلمين فى مصر بتكوين جماعات ارهابيه مسلحه لتغير شكل وحياه الشارع المصري ورفعوا شعار الاسلام هو الحل . ونحدرت مصر اجتماعيه واقتصاديا وسياسيا منذ لك التاريخ .
ولكن من وسط كل هذا الانحطاط والاسفاف كان مازل فى مصر اناس شرفاء مصريين حقيقيين مسلمين ومسيحين حادبين على مصلح الوطن عازمين على تحرير الارضي المصريه من الاحتلال الاسرائيلي باي ثمن .
وفى اكتوبر سنه 1973م انتهز المصرين عيد الغفران عند اليهود وقام الجيش المصرى بعبور قناه السويس ونجح فى اختراق حائط برليف المنيع وكانت بالفعل معجزه حربيه بكل المقايس استبسل فيها الجيش المصرى وكانت عبقريه الجيش المصرى فى تدمير هذا الخط المنيع بتصميم نوع من طلبات المياه التى تعمل تحت ضغط عالى فينهار السد فى وقت قياسى واحدث الجيش المصرى ثغرات فى الخط واقام سلاح المهندسين بانشاء جسور متحركه فى زمن قياسى وعبرت الاف الدبابات والمدرعات الى الجهه الشرقيه من القناه .
والجدير بالذكر ان مصمم هذه الطلمبات وصاحب فكره تدمير خط برليف الذى لا يقهر هو اللؤاء مهندس ذكى باقى المسيحى الذى احيل على المعاش فورا بعد ترقيته الى رتبه لواء !!!!!!!والذى مات منذ حوالى عام من تاريخ هذا الكتاب ولم تذكره القوات المسلحه المصريه ولم تكرمه حتى بجنازه عسكريه !!!!!!!!!
عبر المصرين القناه ودمروا خط برليف المنيع …. ولكن بعد ثلاثه اسابيع من الحرب استطاع الجيش الاسرائيلى ان يقلب موازين الحرب ويحدث ثغره فى الجيش المصرى ويعبر قناه السويس من الناحيه الغربيه ويحاصر الجيش الثالث هو ما عرف بعد ذلك بثغره الدفرسوار . كما تقدم الجيش الاسرائيلى فى سوريا واصبح على بعد 20 ميل فقط من دمشق . وادرك العرب ان القوه العسكريه الاسرائيليه اكبر من ان تقف فى وجهها القوى العربيه الاسلاميه مجتمعه وهددت اسرائيل بتدمير الجيش الثالث فى مصرى مره اخرى كما انذرت بضرب دمشق بالطيران وابادتها .
وعليه طلبت مصر من امريكا التدخل السريع و السعى لوقف اطلاق النار. وبالفعل تقدمت امريكا وروسيا الى الامم المتحده بمشروع قرار وقف اطلاق النار . وبالفعل وافقت الامم المتحده على قرار وقف اطلاق على ان يظل كل جيش فى مكانه . وعلى ذلك فقد ظل الجيش الثالث محاصر من الجيش الاسرائيلى وطالبت اسرائيل بضمان سلام عادل وشامل فى المنطقه .
فى سنه 1977م قام السادات بقبول الجلوس الى طاوله المفاوضات للسلام . بل قام بزياره القدس والقاء خطاب امام الكنيست . وقد نتج عن ذلك عقد مفاوضات السلام برعايه الرئيس الامريكى جيمى كارتر فى منتج كامب ديفيد الرئاسى بولايه ميريلاند .
استمرت المفاوضات بين مناحم بيغين رئيس وزراء اسرائيل ومحمد انور السادات . لمده 12 يوم و وافقت اسرائيل ومصر على بدايه مرحله جديد من العلاقات تدعو الى السلام والتطبيع بين البلدين على ان تنسحب اسرائيل من الارضى المصريه التى احتلتها الى ما قبل سنه 1967م مع ضمان سلام شامل وعادل .
وضمان مرور السفن الاسرائيليه فى قناه السويس واعتبار ممرات تيران ملاحه دوليه لا يجوز اغلاقها لا فى وجه مصر ولا اسرائيل مع الاحتفاظ الكامل بحق الشعب الفلسطينى بالجلوس الى طاوله المفاوضات لتقرير السلام الدائمه بينهم وبين اسرائيل
ولكن للاسف بدل ان يفرح العرب و المسلمين باتفاقيه السلام ويباركوا العيش بسلام فى المنطقه . قامت الدنيا ولم تقعد بل تم عزل مصر عن الدول العربيه وتم نقل جامعه الدول العربيه من مصر الى تونس وتعليق عضويه مصر فى الجامعه كما بداء فى كل البلاد العربيه والاسلاميه اثاره الشباب المسلم ضد اسرائيل باعتبار ان اتفاقيه السلام فى كامب ديفيد انما هى خيانه لله ورسوله واتخذوا من قضيه المسجد الاقصى قضيه اساسيه وقام الشيوخ والعلماء بترسيخ الكذبه المقدسه عن المسجد الاقصي على الرغم ان كل العلماء والباحثين يعرفون انها كذبه لا علاقه لها بالمسجد الاقصي المذكور فى القران والسنه .
كان السادات قد استخدم هؤلاء الشيوخ السلفيين والاصوليين فى محاربه الناصريين واصحاب الفكر اليسارى الذى كان سائدا فى مصر منذ ثوره 23 يوليو والى موت جمال عبد الناصر لكن بعد اتفاقيه السلام مع اسرائيل وجد السادات نفسه فى مواجه هؤلاء الاسلاميين . وعلى الرغم ان السادات كان قد اكتشف ان كل التنظيمات الاسلاميه واحده وان اختلفت اسمائهم وانهم كلهم تنظيمات ارهابيه تخريبيه وكلهم اوجه مختلفه لعمله واحده بغيضه وكشف خطتهم وقال ذلك فى اخر خطبه : مفيش حاجه اسمها اخوان مسلمين وجماعات اسلاميه كلهم واحد .
واصبح انصار البارحه هم اعداء اليوم وادت موجات الاثاره من شيوخ المسلمين الى قرار التخلص من السادات والاستيلاء على الحكم بالقوه . وبالفعل فقد تم اغتيال الرئيس السادات فى اكتوبر 1981 فى حادث المنصه الشهير بقياده مجموعه محمد عبد السلام فرج وعبود الزمر وعلي يد الملازم خالد الاسلامبولي . واعلان الاخوان انهم برئين من هذه العمليه تماما وان لا علاقه لهم بها . وكان قاده الاخوان ولمزيد من الحيطه كانوا قد غادروا مصر قبل اغتيال السادات بحوالى شهرين .
وبعدها بسنوات ادركت منظمه التحرير الفلسطنيه ان السلام هو الحل الوحيد لحل القضيه الفلسطنيه وقبل ياسرعرفات الجلوس الى طاوله المفاوضات مع اسرائيل
في سنه 1993 تم الاتفاق تم توقيع اتفاقيه سلام بين اسرائيل ومنظمه التحرير الفلسطنيه بما يسمي اتفاقيه اسلو . وسوف نتاول تفاصيل اتفاقيه اسلو فى المقال القادم .
ابن فرج الاسيوطي